roubaii.mohammed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
roubaii.mohammed

ان المنتدى سيكون مميزن وميكون رهنا اشارت الجميعة. roubaii.mohammed


    أول حـب… آخر حـب 15

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 128
    تاريخ التسجيل : 09/08/2009
    العمر : 33
    الموقع : roub.yoo7.com

    أول حـب… آخر حـب 15 Empty أول حـب… آخر حـب 15

    مُساهمة  Admin السبت أغسطس 29, 2009 8:00 am

    أكثر ما كانت تخافه ليلى، هو عودة هند إلى طليقها جورج، فتستشف حين تتحدّث عنه ارتباكاً تفسّره بالحب، هي لا تنسى أسباب الطلاق ومراحله، والأسباب التي اتبعت، والإجراأت، وتوظيف كل الحيل لتخرج هند بأقل المكاسب، فتعاهد نفسها بالتدخل في لحظات الضعف التي يهيأ لها أن هنداً قد تستسلم له، غير أن هذه تحتد وتقول :‏

    ء أنا لن أضعف أبداً.‏

    ء لكنك استقبلت أبناء العمة، وجالستهم ؟‏

    ء أتوا مهنئين بافتتاح المطعم .‏

    ء بالنسبة لي .. نسيت أن لي أبناء عمة .‏

    نهضت ليلى وهي تحمّل الكلمات مزاحاً شديداً قائلة :‏

    ء لم لا يكون لك صديق، وأنت عازبة الآن ؟‏

    ء سأفعل ؟‏

    ء هذا جيد .. إلى اللقاء .‏

    كان ديف يستمع . قال مازحاً:‏

    ء لم لا تنصحينها بالزواج ؟‏

    ء هي ستعيش مرة واحدة . يجب أن تعيش الحياة كما ترغب هي، لا كما يريد الزوج .‏

    ء أنا مثلاً مختلف عن غيري. أقسم إن تزوّجنا لن يتبدّل شيء!‏

    احتدّت. قالت بعصبية :‏

    ء وماذا تسمي تدخّلك بشؤوني باستمرار ؟‏

    ء أسميه تعاوناً.‏

    ء أنا أسميه تطفّلاً يفاقم به الزواج. أنا لا أحبذ الفكرة أبداً. لك عملك الذي لن أتدخّل به .‏

    كانت هند خلال ذلك تخرج إلى الحديقة. تنظر إلى ساعتها وتعود إلى المطعم. فكّرت فجأة بالرجل العربي وتساءلت إن كان سيعود؟ ربما! ألقت نظرة على مقعده، واتجهت تصلح من وضع الوردة في الكأس. كانت ترتدي بنطالاً أسود وسترة بيضاء. بدت متحفّزة بعينين متوثّبتين. رفعت خصلات الشعر عن عينيها. أطرقت وهي تخرج من الباب الرئيسي .‏

    استلقت على الأريكة. كان التلفاز يبث برنامجاً خاصاً بالأطفال. ابتسمت لـ (بارني) الذي تحبه فالن. نهضت تهتف لابنتها وللحفيدة الجميلة .‏

    أغلقت الهاتف. لم يخرجها صوت فالن الذي يبثّها شوقه، ولا لهفة لين التي اقترب موعد قدومها. تلك اللحظة كانت تبحث عن شيء لا تدري ما هو. مشت بين الغرفة والمطبخ القريب. هذه حياتها الآن. المليئة الفارغة. المستقرة والقلقة. هذا بيتها وعملها وأصدقاؤها. هذا ما يحلم به الأمريكي. أن يملأ وقته بعيداً عن الفراغ الذي يعني له النهاية. يعني الانعزال والوحدة، فكم من ميسور أودى به الملل والضجر إلى حالات من الاكتئاب؟ وكم من رجل عجوز أو امرأة هرمة انتهيا وحيدين؟ أو على من له صلة بهما، ابن أو أخ أو صديق، إلحاقهما بمأوى يتناسب مع وضعهما المادي. الحركة ضرورية في مجتمع لا يهدأ. مجتمع برمجته الحياة على الهرولة، والركض في عالم متسابق دون أن يعرف لماذا وكيف .‏

    عادت للأريكة.! لماذا يشغلها ذلك العربي؟ لماذا تنتظر قدومه ؟ ربما لأنه ء كما قال ء يعرفها! يجب أن يعود لتعرف أكثر. مر أسبوع ولم يأت، وربما تمر أسابيع. تلك الطاولة تذكّرها به. كلماته في ذاكرتها. نظرة عينيه. إنه يترك بصماته وألف سؤال. كانت صورته لا تبارح عينيها. شعرت فجأة بالملل. فكّرت بأشياء أخرى ونهضت .‏

    مرّت أشهر الحمل عند ميكي، وضعت ابناً جميلاً أشقر اللون، ولحقت بها ساندي بابن أشقر أيضاً وجميل. لم تكن مفاجأة عند زاهي أو نبيل. كانا ينتظران ذلك بامتعاض، غير أن القلق دبّ إلى كل منهما، فعليهما تسجيل كل من الابنين على الاسم القانوني لزوج الأم الحالي. كان زاهي أكثر تشنجاً واستياء، فرضخ على مضض، وتحول البيت الذي جمعه مع ساندي إلى عش للزوجية. التزمت هي بفترة الإرضاع، وهرب هو يبحث عن مأوى يقيه ما يعيق دراسته التي هي حلمه الأول.‏ قبل مرحلة الإنجاب لم يكن يعير اهتماماً لتصرفاتها، فتأتي من سهرة عارمة مطفأة. تدخل غرفتها، فيستمع إلى صوت تقيئها، أو أصوات الشخير مصحوبة برائحة كحول حادّة، فتنتابه رغبة في التقيؤ، وفي أحيان ينهض يساعدها للاستلقاء في سريرها. يصفق الباب ويمكث واضعاً رأسه بين كفّيه .‏

    حافظ زاهي على تحقيق أهم شرط، في معاهدة زواجه من ساندي، وهو احترام البيت الذي يجمعهما، فأتت علاقاته بعيداً عن العيون. لكن ساندي التي لا تصحو من الخمر إلاّ لتشرب ثانية، أخلت بالشروط، فحدث الشجار بينهما، وكان أن عاد زاهي ليكتشف أنها في الداخل بصحبة أحد الرجال. ذهل في البداية، ثم غضب. فتح الباب ورماهما خارجاً. أما هي فقد واجهته بما لا يقارن بهذه الدولارات القليلة التي يرميها لها، حرّيتها التي لا تبيعها بثمن، ومنذ تلك الحادثة ابتدأت عملية الابتزاز. كانت على بساطتها تعرف ما تريد، وتدرك أن اللجوء إلى مراكز مساعدة أبناء المعوزين سيحط من قدر الأب، أمر يدفع زاهي لتقديم الطلبات كافة، خاصة بعد أن تصاعدت كمية الميروانا التي تتعاطاها، وبعد اكتشافها مدى حفاظه على اسمه وسمعته .‏

    بعد إنجابها. حلّت الفوضى في البيت الصغير، أشياء مبعثرة في كل مكان. خرق ملوّثة. علب حليب مجفّف، فوق السرير وعلى الأرض. تفرغ خزانة الحائط باحثة عن ثوب أو حذاء. تتأفف من كل شيء. تتأسف على تناسق جسدها. تعود للطفل الذي يبكي. يكون جرن تنظيف الأواني قد امتلأ بقارورات الحليب الفارغة .‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 10:44 pm