مراكش الساحرة والغامضة نفضت مجددا عن نفسها عباءة الأزقة الملتوية للمدينة العتيقة ليتجلى جمالها وتستضيف من 14 إلى 22 نوفمبر 2008 مهرجانها السينمائي الثامن وليفوح عبق الابداع وتنبض المدينة بهمة مع أمسيات الفن السابع. ولقد كسر العرض الصاخب لفيلم سكورسيزي التسجيلي "ليسطع الضوء" الذي يدور حول فرقة "رولينجز ستون" الأسطورية ايقاع الأصوات التقليدية التي تعتادها ساحة جامع الفناء ليبدأ بذلك إفتتاح دورة واعدة لمحبي السينما من أهالي المدينة.
وقد رأس المخرج والسيناريست الأمريكي باري لفينسون الحائز على أربع جوائز أوسكار لجنة تحكيم المهرجان لهذا العام والتي ضمت عدد من الأعضاء البارزين ومن بينهم الممثل الألماني سبستيان كوخ والمحللة النفسية والكاتبة غيطة الخياط والسيناريست والمخرج والمنتج البريطاني هيوج هادسون والمحامية الغينية السنغالية مارياما باري والممثل البرتغالي جواكيم جيه آلميدا والسيناريست والمخرج الأسباني أوجوستي فيليارونجا والممثلة الايطالية كاترينا مورينو والممثلة البلجيكية ناتاشا رينييه.
وبدت مجددا الأفلام الخمسة عشرة التي تم إختيارها من أربعة عشرة دولة للمشاركة في المسابقة الرسمية إنعكاسا حيا لعالم السينما، وقال المدير الفني للمهرجان برونو بارد بهذا الخصوص أن هذه الأفلام كانت جديرة بالمشاركة لأن اختيارها ارتكز على الجودة وليس على الهوية.
وذهبت النجمة الذهبية لهذا العام إلى فيلم حقل بري للمخرج الروسي ميخائيل كالاتوزيشفيلي والذي يسرد قصة طبيب شاب يختار العمل في منطقة قاحلة حيث يلجأ إليه سكان المنطقة ليس فقط لطلب النصيحة والإرشادات الطبية، بل أيضا لتقاسم همومهم اليومية؛ ومنحت جائزة التحكيم إلى الفيلم الصيني البئر للمخرج تشانغ شي وهو يحكي ثلاثة قصص لحياة عائلة من عمال المناجم في جبال غرب الصين، فتاة تريد بدء حياة جديدة ولكنها يجب أن تختار بين الحب وتحقيق أحلامها، وأخيها الذي يرغب أن يصبح مغنيا وليس عاملا في منجم وأبوها الذي تقاعد مؤخرا والذي يبحث عن زوجته المفقودة. وقد فازت الامريكية ميليسا ليو على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم نهر متجمد للمخرج كورتني هانت، فيما حصل الفنلندي ايرو آهو على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم دموع ابريل للمخرج آكو لوهيميس.
وكرم المهرجان هذا العام بوجه خاص السينما في المملكة المتحدة والمغرب ومصر حيث تم تقديم أفضل أفلام المخرج المصري الراحل يوسف شاهين والتي تراوحت بين الأفلام الميلودرامية والكوميدية وكذلك الشأن بالنسبة للسينما البريطانية في أربعين عاما بعرض ستة وأربعين فيلما أمام الجمهور. كما تم تكريم ذكرى ثلاث مخرجين عظام وهم ألفريد هتشكوك وستانلي كوبريك وجوزيف لوزي من خلال أفلام أسطورية مثل "رهبة المسرح" و"طيور" و"جنون" لهتشكوك، و"البرتقالة الآلية" و"باري ليندون" و"بريق" لكوبريك، و"الخادم" و"الوسيط" للوزي. وشكل عرض "روسيا آندري كونشالوفسكي" تكريما لمجموع أعمال المخرج الروسي الذي يوضح أنها تعكس "رحلته مع روسيا كما يراها في أفلامه بشكل يسرد المراحل الرئيسية لتاريخها". وأتاح مهرجان مراكش الدولي الفرصة للاحتفال بمرور نصف قرن على السينما المغربية حيث تم بهذه المناسبة عرض أول فيلم في تاريخها أخرجه وأنتجه محمد عصفور في عام 1958 وهو "الأبن المنبوذ". كما تم أيضا عرض فيلم "قنديشة" للمخرج جيروم كوهين أوليفر و"عقلتي على عادل" لمخرج محمد زين الدين و"حجاب الحب" للمخرج عزيز سلمي مما أعطى رؤية لحالة الفوران التي تشهدها صناعة السينما في المغرب.
والتزاما بتقاليده العريقة، كرم مهرجان مراكش ممثلتين شهيرتين دوليا وهما الأمريكية سيجورني ويفر التي أعربت عن سعادتها لوجودها في "المغرب التي يوجد بها أجمل وأهم مواقع تصوير الأفلام في العالم"، والماليزية ميشيل يوه التى تأكدت موهبتها الفنية على مر السنين حيث إشتهرت بأدوار الحركة التي تنجزها بنفسها في أفلام المغامرات بفضل تمكنها من الفنون القتالية. وقد أعربت يوه التي حصلت على النجمة الذهبية في تكريم خاص عن رغبتها في تصوير فيلم قريبا في المغرب وأن تستطيع الركض فوق أسطح مراكش.
ومع ذلك، فأن المغرب المعترف بمواقعها لتصوير الأفلام عالميا ترفض البقاء كديكور جمالي وتسعى جاهدة لتطوير صناعتها السينمائية وقد جذبت خلال العام الحالي إستثمارات قياسية للانتاج الدولي وصلت إلى مائة مليون دولار أمريكي تم ضخها جزئيا في السينما المحلية. ويرى نور الدين سيال مدير عام المركز السينمائي المغربي أن الهدف هو تحويل المغرب إلى أهم دولة في مجال الانتاج على الصعيد العربي أو الأفريقي على أقل تقدير. وكذلك تسعى المغرب إلى حماية قاعاتها السينمائية المندثرة وبناء قاعات جديدة بشكل يسمح باقامة 150 موقعا جديدا بحلول عام 2012. وقد أثبت مهرجان مراكش السينمائي الدولي منذ إنطلاقه في عام 2001 طبيعته التقدمية وتماشيه مع التطورات السينمائية.
وأكد مهرجان هذا العام بصورة متميزة رغبته في إتاحة السينما للجميع وبمبادرة غير مسبوقة في المغرب تمكن المكفوفون وضعاف البصر من الاستمتاع بالأفلام من خلال إتاحة فرصة متابعة مجموعة كبيرة من الأفلام عن طريق تقنية الوصف السمعي التي تعتمد على صوت مصاحب لأطوار الفيلم يتولى وصف المشاهد التي يتعذر على الكفيف متابعتها بالصورة.
وأثبت مهرجان مراكش السينمائي الدولي بعد ثمانية أعوام مجددا وبشكل قاطع نفسه على الساحة العالمية حيث قام أكثر من 650 مراسلا لوسائل الاعلام على الصعيدين الدولي والمحلي بتغطية أنباءه لهذا العام بصورة جعلت منه دليلا مرجعيا للسينما في أفريقيا. كما أصبح المهرجان في أقل من عقد محفلا لعقد أهم الاجتماعات السينمائية علاوة على دعمه الاضافي للجهود المبذولة لتطوير صناعة السينما الوطنية. وبفضل إنجازاته في العام الحالي يمهد المهرجان الطريق أمام دورة تاسعة واعدة خلال الفترة من 4 إلى 12 ديسمبر 2009
وقد رأس المخرج والسيناريست الأمريكي باري لفينسون الحائز على أربع جوائز أوسكار لجنة تحكيم المهرجان لهذا العام والتي ضمت عدد من الأعضاء البارزين ومن بينهم الممثل الألماني سبستيان كوخ والمحللة النفسية والكاتبة غيطة الخياط والسيناريست والمخرج والمنتج البريطاني هيوج هادسون والمحامية الغينية السنغالية مارياما باري والممثل البرتغالي جواكيم جيه آلميدا والسيناريست والمخرج الأسباني أوجوستي فيليارونجا والممثلة الايطالية كاترينا مورينو والممثلة البلجيكية ناتاشا رينييه.
وبدت مجددا الأفلام الخمسة عشرة التي تم إختيارها من أربعة عشرة دولة للمشاركة في المسابقة الرسمية إنعكاسا حيا لعالم السينما، وقال المدير الفني للمهرجان برونو بارد بهذا الخصوص أن هذه الأفلام كانت جديرة بالمشاركة لأن اختيارها ارتكز على الجودة وليس على الهوية.
وذهبت النجمة الذهبية لهذا العام إلى فيلم حقل بري للمخرج الروسي ميخائيل كالاتوزيشفيلي والذي يسرد قصة طبيب شاب يختار العمل في منطقة قاحلة حيث يلجأ إليه سكان المنطقة ليس فقط لطلب النصيحة والإرشادات الطبية، بل أيضا لتقاسم همومهم اليومية؛ ومنحت جائزة التحكيم إلى الفيلم الصيني البئر للمخرج تشانغ شي وهو يحكي ثلاثة قصص لحياة عائلة من عمال المناجم في جبال غرب الصين، فتاة تريد بدء حياة جديدة ولكنها يجب أن تختار بين الحب وتحقيق أحلامها، وأخيها الذي يرغب أن يصبح مغنيا وليس عاملا في منجم وأبوها الذي تقاعد مؤخرا والذي يبحث عن زوجته المفقودة. وقد فازت الامريكية ميليسا ليو على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم نهر متجمد للمخرج كورتني هانت، فيما حصل الفنلندي ايرو آهو على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم دموع ابريل للمخرج آكو لوهيميس.
وكرم المهرجان هذا العام بوجه خاص السينما في المملكة المتحدة والمغرب ومصر حيث تم تقديم أفضل أفلام المخرج المصري الراحل يوسف شاهين والتي تراوحت بين الأفلام الميلودرامية والكوميدية وكذلك الشأن بالنسبة للسينما البريطانية في أربعين عاما بعرض ستة وأربعين فيلما أمام الجمهور. كما تم تكريم ذكرى ثلاث مخرجين عظام وهم ألفريد هتشكوك وستانلي كوبريك وجوزيف لوزي من خلال أفلام أسطورية مثل "رهبة المسرح" و"طيور" و"جنون" لهتشكوك، و"البرتقالة الآلية" و"باري ليندون" و"بريق" لكوبريك، و"الخادم" و"الوسيط" للوزي. وشكل عرض "روسيا آندري كونشالوفسكي" تكريما لمجموع أعمال المخرج الروسي الذي يوضح أنها تعكس "رحلته مع روسيا كما يراها في أفلامه بشكل يسرد المراحل الرئيسية لتاريخها". وأتاح مهرجان مراكش الدولي الفرصة للاحتفال بمرور نصف قرن على السينما المغربية حيث تم بهذه المناسبة عرض أول فيلم في تاريخها أخرجه وأنتجه محمد عصفور في عام 1958 وهو "الأبن المنبوذ". كما تم أيضا عرض فيلم "قنديشة" للمخرج جيروم كوهين أوليفر و"عقلتي على عادل" لمخرج محمد زين الدين و"حجاب الحب" للمخرج عزيز سلمي مما أعطى رؤية لحالة الفوران التي تشهدها صناعة السينما في المغرب.
والتزاما بتقاليده العريقة، كرم مهرجان مراكش ممثلتين شهيرتين دوليا وهما الأمريكية سيجورني ويفر التي أعربت عن سعادتها لوجودها في "المغرب التي يوجد بها أجمل وأهم مواقع تصوير الأفلام في العالم"، والماليزية ميشيل يوه التى تأكدت موهبتها الفنية على مر السنين حيث إشتهرت بأدوار الحركة التي تنجزها بنفسها في أفلام المغامرات بفضل تمكنها من الفنون القتالية. وقد أعربت يوه التي حصلت على النجمة الذهبية في تكريم خاص عن رغبتها في تصوير فيلم قريبا في المغرب وأن تستطيع الركض فوق أسطح مراكش.
ومع ذلك، فأن المغرب المعترف بمواقعها لتصوير الأفلام عالميا ترفض البقاء كديكور جمالي وتسعى جاهدة لتطوير صناعتها السينمائية وقد جذبت خلال العام الحالي إستثمارات قياسية للانتاج الدولي وصلت إلى مائة مليون دولار أمريكي تم ضخها جزئيا في السينما المحلية. ويرى نور الدين سيال مدير عام المركز السينمائي المغربي أن الهدف هو تحويل المغرب إلى أهم دولة في مجال الانتاج على الصعيد العربي أو الأفريقي على أقل تقدير. وكذلك تسعى المغرب إلى حماية قاعاتها السينمائية المندثرة وبناء قاعات جديدة بشكل يسمح باقامة 150 موقعا جديدا بحلول عام 2012. وقد أثبت مهرجان مراكش السينمائي الدولي منذ إنطلاقه في عام 2001 طبيعته التقدمية وتماشيه مع التطورات السينمائية.
وأكد مهرجان هذا العام بصورة متميزة رغبته في إتاحة السينما للجميع وبمبادرة غير مسبوقة في المغرب تمكن المكفوفون وضعاف البصر من الاستمتاع بالأفلام من خلال إتاحة فرصة متابعة مجموعة كبيرة من الأفلام عن طريق تقنية الوصف السمعي التي تعتمد على صوت مصاحب لأطوار الفيلم يتولى وصف المشاهد التي يتعذر على الكفيف متابعتها بالصورة.
وأثبت مهرجان مراكش السينمائي الدولي بعد ثمانية أعوام مجددا وبشكل قاطع نفسه على الساحة العالمية حيث قام أكثر من 650 مراسلا لوسائل الاعلام على الصعيدين الدولي والمحلي بتغطية أنباءه لهذا العام بصورة جعلت منه دليلا مرجعيا للسينما في أفريقيا. كما أصبح المهرجان في أقل من عقد محفلا لعقد أهم الاجتماعات السينمائية علاوة على دعمه الاضافي للجهود المبذولة لتطوير صناعة السينما الوطنية. وبفضل إنجازاته في العام الحالي يمهد المهرجان الطريق أمام دورة تاسعة واعدة خلال الفترة من 4 إلى 12 ديسمبر 2009