roubaii.mohammed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
roubaii.mohammed

ان المنتدى سيكون مميزن وميكون رهنا اشارت الجميعة. roubaii.mohammed


    أول حـب… آخر حـب 13

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 128
    تاريخ التسجيل : 09/08/2009
    العمر : 33
    الموقع : roub.yoo7.com

    أول حـب… آخر حـب 13 Empty أول حـب… آخر حـب 13

    مُساهمة  Admin السبت أغسطس 29, 2009 7:57 am

    مات جدها وجدتها. مات أبوها. ماتت أمها. هاهي الآن جدة في الخامسة والأربعين من العمر. وخط الشيب رأسها، وانطفأت جذوة عينيها، وتشكلت الخطوط فوق أجزاء الوجه الذي كان في يوم فتياً جميلاً .‏

    سحبتها حركة ميري التي مرت بلطف. بادلتها الابتسامة. كانت ميري مدركة لحظات الهدوء التي تمر بها. أما هي فكانت مدركة أنه يوم مختلف. جميل. عادت للوردة تداعبها. أسندت رأسها على كفها، وراحت ثانية إلى الذكريات .‏

    حضر كولمان مصطحباً ابنته . اختار إحدى الطاولات. خرجت تينا من وراء البار واتجهت نحوهما. نهض يرحب بها. كانت جادّة بسلامها، مهذبة. كانت ابنته تراقب المشهد وتبتسم.‏

    ردّدت تينا :‏

    ء هي ليست هنا . ستغيب قليلاً.‏

    قال : ء لا بأس، وهو يخرج ظرفاً مطوياً بعناية ويتابع :‏

    ء هذا لها . أرجو وضعه في غرفة المكتب، وتابع :‏

    ء إني على سفر . سأعود بعد شهر . أين ميري ؟‏

    أسرعت ميري مندهشة لذكر اسمها. وقفت أمامه . قال :‏

    ء يا عزيزتي ميري. نريد طعاماً لثلاثة أشخاص .‏

    انهمكت ميري بتسجيل الطلبات، وهي تبحث عن الشخص الثالث. أشار بأنهما في انتظاره. أسرعت إلى المطبخ. كان هانك ينتظر مساعدتها. خلال ذلك عادت تينا تلبي طلبات زبائن البار.‏

    تمتمت الابنة بعد قليل . كانت سمراء اللون . جميلة الوجه . ورثت عن أمها البيضاء الملامح قالت :‏

    ء لم لا تعمل تينا بشهادتها الجامعية. كانت طالبة متفوّقة !‏

    حدّثها عن الفرص في الحياة، ورغبة كل فرد. عن الأهداف، والاستعداد. عن الميول، وعن كثيرين يبحثون عما يغدق عليهم المال ببساطة، كتينا التي تحتك بالناس، وتعتمد على (البخشيش)، وكأنها خلقت لتكون عاملة بار، ولمّح إلى إعجابه بهند التي وقعت أكثر من مرة، ونهضت، ودافعت عن وجودها وكيانها بثقة. لمّحت الابنة أيضاً إلى إعجابها بها. تلك اللحظة حضر شاب أبيض اللون. اتجه نحوهما. حيّاهما وجلس. تمتمت الابنة:‏

    ء لقد تأخرت !‏

    كانت ميري تضع أطباق الطعام . تابع الشاب حديثه وقد طافت البهجة فوق وجهه قائلاً:‏

    ء وجدتها مناسبة للقاء مختلف مع العم كولمان .‏

    أخرج من جيبه علبة صغيرة . قدمها إلى كولمان بتهذيب قائلاً:‏

    ء أرجو أن تقبل بي. أريد ابنتك زوجة. أنا وهي متفقان .‏

    ضحك كولمان الذي بدا راضياً. أخرج من العلبة خاتماً ماسياً. ردد بمزاح :‏

    ء ولم تعطيني الخاتم ؟ أعطه لها .‏

    ء أريد أن تبارك ذلك .‏

    أخذ كولمان وضعاً جدياً. كانت الدمعة تتصدّر مقلتيه، وبصوت خافت مليء بالصدق قال:‏

    ء ليبارككما الله !‏

    انهمك الجميع بالطعام . كانت تينا تراقب كل شيء من خلف البار .‏

    عادت هند وبحوزتها رسالة من لين، تضمنت صوراً لها مع الصغيرة فالن . كانت سعيدة لسببين، أولهما مجيء لين القريب برفقة برت، لإتمام الزواج الكنسي بينهما، أما السبب الثاني، فحدث بعد المقارنة بينها وبين الصغيرة، واكتشافها لأوجه الشبه ما بينهما . الأنف، اللون، وتطير من الفرح إذ يؤكد أحدهم هذا، وتتحرك ببهجة حاملة ثروتها التي هبطت من السماء .‏ تسلمت هند ظرف كولمان. كان به بعض الأوراق التي تشير إلى اسمه، ولمحة عن حياته وبنود حول تطلّعاته القادمة، ويوم الانتخابات الذي كان بعيداً بعض الشيء .‏

    دخلت تينا في ثرثرة طويلة. شرحت تفاصيل تلك الجلسة، التي انتهت بخطبة الابنة. علّقت هند على صفة الفضول المتأصلة بها، ولمّحت تينا إلى أن هذا من صلب عملها. ولم تنس هند التعبير عن سعادتها بأخبار كولمان وابنته، والاحتفال بتلك المناسبة، فتدخلت تينا التي أشارت إلى أن ذلك لن يحدث قبل شهر، لغياب كولمان .‏

    خلال ومضة. قفز ماضي كولمان إلى الذاكرة. الزنجي المقهور الذي سجن بتهمة التعدي على ابنته الصغيرة، وبقي المجرم الذي هو صديق العائلة، والذي تزوج من سيليا زوجة كولمان. بقي طليقاً، فعاشت معه إلى أن ماتت إثر ضرب مبرح على الرأس، وبرئ كولمان إثر اعتراف طويل من المجرم الذي التصقت به جريمتا الشذوذ والإجرام .‏

    شعرت هند بالأسى، فتلك الحادثة لاحقته سنوات طويلة، خاصة في الانتخابات السابقة، واستغلال خصومه تلك الفترة المظلمة في حياته، ليثيرها بين الشعب الأمريكي، وتؤثر في نجاحه إذ تراجع عدد منتخبيه بطريقة لافتة.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:53 am