roubaii.mohammed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
roubaii.mohammed

ان المنتدى سيكون مميزن وميكون رهنا اشارت الجميعة. roubaii.mohammed


    أول حـب… آخر حـب 11

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 128
    تاريخ التسجيل : 09/08/2009
    العمر : 33
    الموقع : roub.yoo7.com

    أول حـب… آخر حـب 11 Empty أول حـب… آخر حـب 11

    مُساهمة  Admin السبت أغسطس 29, 2009 7:55 am

    تابعت بعد قليل :‏

    ء بالنسبة لي. لا أحب أن أسأل عن أبنائي طويلاً .. سيأتي يوم أتحرر منهم بالتأكيد .‏

    ء لأنهم سيطالبون بحريتهم. كما فعلنا نحن .‏

    وتابعت معلّقة، وهي التي لاحظت اختلافاً واضحاً بتلك العلاقات. قالت :‏

    ء هنالك فرق، فأمي تحبني كما تحب هند ابنتها . غير أن حياتهما لا تشبه حياتينا أنا وأمي مطلقاً.‏

    حضرت جمانا فجأة، بوجهها الأبيض وعينيها الواسعتين . جميلة ومشرقة. عذبة الابتسامة. تلاطف الجميع، تستمع إليهم، فيهيأ أن لا مشكلة لديها، وحين تخلو بنفسها تكون في رحلة إلى الوطن. تتذكر أهلها الذين فارقتهم قبل أعوام. تتذكر أمها التي توفيت في غيابها وأباها الذي دب المرض إليه، وأخوتها. تشعر بالحنين، بالشوق. تعودت أن تشتاق بصمت، وأن تتأثر بصمت. تحب بلدها الذي فارقته قبل أعوام بغية العمل، وحطّت الرحال عند خالة لها في فلوريدا، ثم انتقلت إلى توليدو واستقرت عند هند التي تمتّ لها بصلة القرابة .‏

    كان مجيئها حلماً من أحلام جورجي، ومفاجأة تشارك هنداً فرحتها بافتتاح المطعم، ومع شوق هند إليها، فقد شعرت بالتميز أمام أخيها، وبذكاء جمانا التي تحافظ على موقفها، أمام فكرة الزواج المؤجّلة، والتي تخضع حتى الآن للتجربة .‏

    قرّر جورجي مقاطعة المراهنة، طالما جمانا في توليدو. لم يفكر بالكذب إن سئل عن علاقته بتلك الصالات. سيعدها بأن تنتهي يوم يتم الزواج بينهما، واحتراماً لوعد قطعه لها، سيثبت أن باستطاعته ذلك، وما عليها سوى البقاء قربه، لتكون البديل الذي لا شريك له في قلبه وحياته، كانت جمانا تبتسم بهدوئها المعهود، فيفهم أن لشرطها أولوية القرار، وأنها لن تتراجع عن رأي قطعته أمام الجميع، وهو مقاطعة تلك الصالات، قبل مرحلة الزواج .‏

    كان المكان يعجّ بالزوار ليلاً، وكان جورجي الذي شغله مجيء جمانا يحلم بالسهر قربها، ذلك الحلم الذي أرقه طويلاً. ربما يحدث الاتفاق الأخير. ربما يتزوجان. كان يستعد لذاك اللقاء. أشياء تدغدغ أحلامه، ومشاعره، وتدفعه ليطير إليها حاملاً الحب، والأمل، والتفاؤل .‏

    جلسا متقابلين. ابتسمت لهما ميري مرحّبة. كانت هند تروح وتجيء منشرحة الصدر. أقصى أحلامها أن يتزوج أخوها، خاصة بعد دخول جمانا حياته، بتميزها وحضورها، ورصيدها الذي تحمله في جنباتها من كنوز الوطن .‏

    أتت ميري حاملة قدحاً من البيرة. وضعته أمام جمانا. كان جورجي ينقّل النظر بينهما وبين الكأس التي وضعت على الطاولة. أشارت ميري قبل أن تذهب، إلى أن الشاب الذي يجلس على البار، قد اشتراه إلى جمانا، وما عليها هي سوى تقديمه. ومن خلال الصمت الذي حلّ على الجلسة سألها ببساطة إن كانت تعرف الشاب. أجابت بالنفي .‏

    هذه عادة في أمريكا. يتبادل الأصدقاء فيها كؤوس الضيافة. للتقرب أحياناً، أو للتحبب، أو رداً على مبادرة ما، وكان من الطبيعي أن يرد جورجي بفعل مماثل، أو يترك لجمانا حرية التصرف، فباستطاعتها تجاهل ما حدث، فالشاب الأمريكي لا يتطاول على غيره، ويعرف الحدود المسموحة له .‏

    بدا جورجي خلال الجلسة منكمشاً بعض الشيء، إلى أن خلا المكان من الزوار، وراح مع هند وجمانا في حوار طويل. كان له بعض الآراء في مواقف كهذه. كأن ترفض جمانا ما قدم لها، فتعود به ميري إلى الشاب شاكرة. أما جمانا التي لم يحدث معها حادثة مشابهة. دافعت عن الفكرة، ولها رأي أمام هذه المواقف، فالتجاهل أهم من كل تصرف آخر. كانت هند تستمع وتخاف من ردود فعل الاثنين، لكنها أيّدت جمانا، وأشارت إلى أن الشاب سيفهم، دون أن تمس مشاعره بأذى .‏

    انتهى الحوار على أبشع صورة. لم يكتف بأن ترفض جمانا قدح البيرة. كان له آراء أخرى، كأن تغادر المكان، أو تبدّل مقعدها. كانت جمانا تضحك، وهند تلومه، ولسبب من الأسباب. نهض عن كرسيه. التقطه بيده. رماه في الفراغ. صرخت هند به. نعتته بالمتخلف. التقط كرسياً آخر. رماه. شتم أمريكا، وبقدمه رمى الطاولة بعيداً. رمى الأخرى. هجم على البار وما وراء البار، وهو ينعت كل شيء، وبذراعه القوية أزاح زجاجات الكحول لتتساقط واحدة إثر الأخرى على الأرض، وخلال دقائق تحوّل المكان إلى حاوية ملأى بالقاذورات. كل ذلك بين ذهول هند ورعب جمانا، ثم غادرهما وهو يصفق الباب وراءه .‏

    بكت هند ثم جمانا، وخلال الليل الطويل، كانت كل منهما تندب حظّها بطريقة، وتجمعان شظايا الزجاج، وتلملمان السوائل المتسرّبة فوق الأرض الخشبية .‏

    غادرت جمانا توليدو. وخلال رحلتها الطويلة لم تستطع نسيان تلك الصورة، فقد اكتشفت ذلك الجانب الغافي عند جورجي، والذي ينتظر حدثاً للاشتعال. أصبح له أكثر من صورة في ذاكرتها. الديون. المقامرة. الرهان. أم ؟ .‏

    أما جورجي الذي خرج لا يلوي على شيء، والذي لم يتراجع عن رأيه، فكان خلال أيام يستعيد علاقاته مع المحيط. مع الناس. لم يتعوّد على البلد وعاداته. يرفض ما يراه. ينتقد. لا يحب شيئاً. لا يريد شيئاً. عادت به الذكرى إلى يوم مجيئه للدراسة، ولم تسنح له الظروف. توقّفت طموحاته آنذاك، ولجأ للعمل، ومنذ ذلك اليوم لم يفارق شركة الجيب التي يعمل بها، إلا نحو صالات اللهو والمقامرة، وحين يأوي إلى البيت لأن جسده يطلب الراحة والسكينة .‏

    أمضى بقية الأسبوع بالسهر بين الأحصنة والرهان. غاب عن هند. كانت أخباره تأتيها عن طريق شيري التي تعمل عند ليلى، وتدمن على نوادي الأحصنة والرهانات .‏ أنهت كل من ساندي وشيري وصلتها المسائية في العمل، وخرجتا . كانتا قد اتفقتا على لقاء في نادي الأحصنة . تملّصت ساندي، واتجهت شيري إلى هناك .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 4:37 am