roubaii.mohammed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
roubaii.mohammed

ان المنتدى سيكون مميزن وميكون رهنا اشارت الجميعة. roubaii.mohammed


    أول حـب… آخر حـب 7

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 128
    تاريخ التسجيل : 09/08/2009
    العمر : 33
    الموقع : roub.yoo7.com

    أول حـب… آخر حـب 7 Empty أول حـب… آخر حـب 7

    مُساهمة  Admin السبت أغسطس 29, 2009 7:30 am

    أما هي، فقد أتت فرصتها أخيراً، وقررت أن تصبح أماً طالما هي متزوّجة. سيكون لابنها أب ينفق عليه شاء أم أبى. ضحكت وهي تسرّ لميكي التي صرّحت لها بأنها حامل أيضاً. أكثرت ساندي من الغياب عن البيت. لم يعر زاهي لذلك اهتماماً، إلى أن صرّحت له بخبر حملها، لم تلاحظ ذهوله . كانت في سعادة قصوى، فالإنجاب أهم حدث في حياتها، ستعرف معنى الأمومة التي تستيقظ أحياناً في داخلها، أما زاهي فقد انشغل بدور الأب، وما الذي سيترتّب عليه من مسؤوليات خلال العامين القادمين .‏

    ضحكت ليلى من أعماقها للخبر. كان لها رأي بأولئك الفتيات، وكيف أضعن ويضعن أنفسهن منذ بداية الحياة، لكنها وبعد حديث قصير مع ساندي التي تبحث عن تحقيق أمومتها، وعن حلمها الذي أتته الفرصة للتحقيق، والذي هو أيضاً من أحلام ليلى الذي ضاع. شعرت بأن لها الحق في ممارسة أمومتها، وتصبح أماً لمرة واحدة، فقد لا تتزوّج أبداً. نظرت إلى ساندي التي توصّلت إلى ما تريد، وشعرت خلال ومضة أنها تكن لها الاحترام، وأنها ند حقيقي للرجل، نهضت قبل التفوّه بكلمة، لتغرق نفسها بالعمل من جديد .‏

    لم يستمر زواج جينا بكاظم طويلاً. انتهى بعد حصوله على الجنسية، لكن العلاقة بينهما استمرت، فقد ارتبطا بطفلين خلال الأعوام الثلاثة الأولى، غير أن مشكلتها الأولى لاحقتها، حين رقصت عارية أيام مراهقتها، في ملهى كان كاظم الشاب العربي الذي ينتمي لأسرة محافظة، يعمل مموّلاً سرياً له، على اعتبار أنه الأجنبي الذي لا يحق له العمل .‏

    كيف ابتدأت قصّتهما؟ ما تذكره أنها لفت انتباهها منذ اليوم الأول للعمل. كان أسمر اللون، حاد التقاطيع. تصفه بالرجولة والقوة، وتصف ما حدث بينهما ذات ليلة، فبعد حفلة من التعرّي الليلي وإثارة الموجودين. ظهرت عليه بوادر اضطراب شديد فسّرتها بالغيرة، ولشدّة إعجابها به أكثرت من حركات الإثارة، ولم تمض الليلة حتى هبّ إليها بجنون. جرّها إلى خلوته. تذكر جيداً الصفعة الأولى ثم الثانية بين الألم والذهول، وكيف انقض عليها يشبعها ضرباً ولثماً، إلى أن نال منها ما حرّمه على زبائن الملهى .‏

    أحبت جينا غيرة كاظم، وانفعالاته. فتحمر وجنتاه أولاً. تجحظ عيناه. راحت تحتال لإثارته بشتى الوسائل، وتترقّب ساعة الاختلاء. تتلمّس مواضع الألم، مستعدة لكل حركة أو فعل. كان هذا أكثر ما ترغب به. تلك الدقائق القليلة قبل المضاجعة. تستفزّه، ثم تتمنّع عنه، أو تتحدّث عن رجال أثاروا إعجابها. يتململ أو يتذمّر أو يضجر، فتعلن عن شوقها لرجل يريدها. يرغب فيها. يضطرب. يصرخ بها. تشيح عنه. يثور. ينظر إليها بشزر. يتذكّرها عارية. يتهيّج. يصفعها بقوة. تلملم نفسها. يهوي عليها ضرباً. تحاول التملّص. يكتّف ذراعيها. تصبح طفلة. يصبح شاباً. تبدأ مرحلة الاغتصاب، وكانت في كل ليلة تحلم أن تتحوّل إلى عذراء، ويقوم كاظم بدور المغتصب المجنون، واكتسبت مع الأيام لذة تصفها بالاختلاف والتميز في المقابل. كانت تكره ما يقوم به في أثناء النهار، كل ما ينم عنه. طريقته في الحوار. تسلّطه. تعامله مع أبنائه الذين تصف أنهم أتوا من القوة. شتمها الكبير ببراءة طفل لا يتعدى الرابعة من عمره. ضحك كاظم من أعماقه، فكيف توصّل إلى حقيقة أمه العاهرة ؟ هاجت جينا ودخلت في نوبة من صراخ. هبّ لإسكاتها. شتمته. صفعها ابن العاهرة. شدّها من شعرها وهو يكم فمها. أفلتت منه بكل ثقلها. شدّها ثانية وخطا بها. انزلقت وراءه. دخل غرفة نومهما. أغلق الباب. وبين صراخ الطفلين، كان يمزق ثيابها، وخلال ثوان رماها عارية فوق السرير، وقد سال خيط رفيع من جرح في شفتها. مسحه على عجل، وبيده مزّق آخر قطعة قماش فوق جسدها، ودخل فيها بصمت .‏

    قليلاً ما ضاجعها وهو في حالة من السكينة . يحدث هذا بعد ليلة عامرة من الصخب، ومن تناول الخمور حتى ساعة متأخرة، فتتهدّل عيناه ويداه، وينسى نفسه، وربما تحولت قدراته إلى شيء مختلف. ينسى من هو؟ من أين أتى؟ يبحث عن أي شيء. عن فكرة. عن صورة. عن امرأة يفرغ عندها لذته. كانت جينا تصف تلك الحالة البسيطة بالشذوذ، طالما لم تبلغ فيها النشوة المعتادة .‏

    لم تبخل جينا من تصوير ما يحدث بينها وبين كاظم ونقله، تضحك ميكي وساندي وتينا. تقول لهن بأنها تعوّدته، لا تشعر بالحب نحوه، ولا تطيق البعد عنه. كان هو يبادلها الشعور، فيلتقيان أحياناً من أجل ابنيهما، وأحياناً من الشوق، فينزلقان معاً في سرير الحب ويؤكد لها تلك اللحظات أن مبتغاه ما هما به، وأنها أجمل النساء. يصف خصرها، وصدرها ووركيها، فتهرول إليه بين حين وآخر، فهو في نظرها أكثر رجولة، وأكثر من أحب جسدها. قد تكون لا تحبه، لكنها تحب ما يصدر عنه. تريده هو ولا تريد غيره. إنه يحبها بقدر ما يؤلمها. هذا الألم المرتبط باللذة وهذا ما حدث بعد الطلاق. استمرا في علاقتهما. فتتذرّع بمرافقة ابنيهما، كما أقرّ القانون، واكتشفت خلال لقاأتها به، أن لا امرأة في حياته، فهو ينتظرها، وهي رضيت أن تبقى العشيقة الدائمة، على أن تخرج من حياته للأبد، غير أنها حلمت أن تعود إليه، ربما من أجل ابنيهما، أو الحلم ببيت وأسرة، أو الدفء، أو شعورها كزوجة، لكنها وفي قرارة نفسها تدرك أن غريزتها هي السبب. تصمت، ثم تعود للتفاصيل .‏

    لم تتحقّق أحلام جينا بالعودة ، إذ حضرت أم كاظم من بلدها، لتعيش مع ابنها وترعى أموره .‏

    استيقظت هند على رنين الهاتف . كانت مصلحة المياه تذكّرها بدين عليها تسديده. هبّت مرتبكة . تذكّرت الرجل الذي يشبه أباها، والفاتورة المخيفة، وخلال ما قبل الظهر كانت تسرع إلى هناك، وفي ذهنها رقم كبير. كانت مستسلمة لفكرة التسديد، فلا مهرب من قضايا تتعلق بالمصالح العامة .‏ فوجئت هناك بأن المبلغ لا يتعدّى مئة دولار، وحين تأكدت كانت في ذهول، فهي قد قرأت الرقم في يد الرجل الذي يشبه أباها ذلك الصباح، أما الموظف المسؤول والذي كان مستغرباً أيضاً، فلسبب أو لآخر ألغي اسمها واسم المكان ورقم العداد من صفحة الكومبيوتر، وكان من الممكن تجاهل ذلك طويلاً، لولا أن المالك الحقيقي للعقار قد أثار الموضوع ثانية .‏

    أخرجت من حقيبتها بطاقة الرجل الذي يشبه أباها. ضغطت على الأرقام. أتاها صوت يجيب بكل التأسي أن صاحب البطاقة قد توفي قبل ستة أشهر من الآن .‏

    بكت بذهول . كانت تعود من حيث أتت، وصورة ذلك الرجل الذي ربما هو أيضاً قد شبّهها لأحد في الذاكرة، قد عزّ عليه آلامها، وقرّر إزاحة أسباب تلك الدموع التي سقطت يومذاك .‏

    هذا الرجل الذي يعرف معنى الألم وأبعاده، ويجهد لإزاحته، لابد أيضاً يعرف معنى الخيانة لعمله الوظيفي، ومع هذا نهض عنده الجانب الإنساني الذي ربما حمله بين عينيه في لحظات الوداع الأخير وهو يبتسم بسعادة .‏

    هذا الرجل يشبهها، بل هي تشبهه، لو كانت مكانه لفعلت هذا، بل هي تفعل هذا، ولو أنها في موقع آخر لاختلف نمط حياتها، وأسلوب حياتها، لكانت امرأة مختلفة. لكنها غنية بالآخرين، بالأصدقاء. إنهم حولها من كل الفئات. المثقف والعامل والمتعلم. نساء ورجال. كانوا يتبارون لتقديم المساعدة. اشتغلوا عمالاً. اشتغلوا في كل شيء، ولم تفارق الابتسامة وجوههم، إلى أن جهز المطعم، وانتظروا لحظات الافتتاح، وكان كل منهم ينتظر قدوم الخير، لتنسى عذابات السنوات الماضية .‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 6:16 am