roubaii.mohammed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
roubaii.mohammed

ان المنتدى سيكون مميزن وميكون رهنا اشارت الجميعة. roubaii.mohammed


    أول حـب… آخر حـب 2

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 128
    تاريخ التسجيل : 09/08/2009
    العمر : 33
    الموقع : roub.yoo7.com

    أول حـب… آخر حـب 2 Empty أول حـب… آخر حـب 2

    مُساهمة  Admin الأربعاء أغسطس 26, 2009 7:56 am

    همست ميكي لتينا شيئاً. غرقتا في الضحك. كانت جينا في أوقات سابقة تحدّثهما عن شذوذها، الذي أوصلها إليه زوجها السابق (كاظم) الذي تصفه بالسادي، وإنها لا تعرف المتعة إن لم تضرب بوحشية .‏

    كان الشاب أثناء ذلك مطواعاً بين يدي جينا. سقطا في أرض الليموزين. نهضا. تمايلت السيارة. كان الشاب يعانق جينا المنتشية والتي ابتعدت عنه فجأة. صرخت في السائق أن يقف. توقف. فتحت الباب. رمت الشاب خارجاً. أغلقت الباب، وصرخت في السائق أن يمضي، وهي تغني أغنية خاصة بأعياد الميلاد.‏

    أصرّت تينا على العودة، وحين لبّى الجميع رغبتها، كان موعد إغلاق البارات قد اقترب، لكن جينا التي تحتفل بيوم هام في حياتها. خطر لها في طريق العودة أن تعلن عن مسابقة هامة، تتمّ بينهن هنّ الثلاثة، على اعتبار أن ساندي التي تحب ابنها، هي في إغفاءتها الطويلة. تلك اللحظة تساءلت تينا عن أبناء جينا، فأسكتتها هذه لأنها لا تحب التذكّر، وتابعت شروط المسابقة، وهي تتساءل .. من منهن تستطيع أن تبول في الزجاجة الفارغة، عبر عنقها الضيّق ؟ كانت تينا وميكي تضحكان وقد أبتا المشاركة، مما اضطر جينا لإتمام الشروط. وقفت وهي تحضن عنق الزجاجة بكفّها وتصرخ .. أنا الرابحة.. العيد لي، وبالت في الزجاجة .‏

    في الصباح الباكر. كانت سيارة الليموزين تبصق النساء الأربع في مدينة توليدو، وكان السائق يتنفّس الصعداء .‏

    وقفت هند تداعب حفيدتها :‏

    طيّـارة طـارت بالليـل فيهـا عسـكر، فيها خيـل .‏

    فيهــا ابراهيم هنــانو راكب على ظهـر حصـانو‏

    شعرت ببهجة. ضحكت عالياً. حضنت الطفلة. دارت بها. قبّلتها. أجلستها في حضنها، وراحت تعيد الغناء. اقتربت لين مبتسمة :‏

    - صوتك عال يا أماه .‏

    - إنه صوت ابنتك .. هي تقمّصت بي .‏

    بدا كل شيء جميلاً. الحديقة على اتساعها، بخضرتها، وبعض الأشجار العالية والمتفرّقة، وبين الحشائش الممتدة نبتت أزهار مختلفة الألوان، وقد عرّشت على السور داليات العنب . هبطت الطفلة من حضن جدّتها، فأشارت هند لها قائلة :‏

    - اقطفي لي زهرة يا فالن ‍.‏

    مشت فالن بخطواتها المرتبكة، وبأصابعها البضّة قطفت زهرة، وعادت إلى الجدة. ذهلت لين. صرخت بزهو :‏

    - إنها تفهم العربية جيداً .. الفضل لك يا أمي.‏

    ضمّت أمها بحنان. أخذت الصغيرة بيدها، ودلفت إلى المنزل المقابل، حيث تسكن هند.‏

    منذ سنوات لم تشعر هند بهذا الأمان. راحت تتمشّى في الحديقة. تمدّ بصرها في المكان المتّسع. شعرت بالسعادة. هاهي تستعيد مكانتها ثانية. تبدّل وضعها الآن. مرت أعوام ثلاثة، فقدت فيها الزوج والبيت والعمل. جرّدها الطلاق من الحلم والأمل، وعبث بها التشاؤم طويلاً، وقرّرت الانتقال إلى بيت ابنتها لين، المرتبطة بشاب يقطن في لاس فيغاس. ترتّب عليها خلال ذلك التخلّي عما يربطها في توليدو. شغلتها (شيبا) الكلبة الجميلة، والقطة (تاشا). غير أن إحدى الصديقات تكفّلت بهما ريثما تعود. باعت البيت الذي تملكه في توليدو، لتسدّد أقساط البيت الجديد في لاس فيغاس، والذي يفوق ثمنه أضعاف ما بحوزتها، فرزحت تحت أقساط جديدة للمصرف.‏

    أما المطعم الذي كانت تستثمره فلم يرغب أحد به لسوء حالته، التي كان سببها أكثر من عامل، كان يأتيها اعتقاد بأن الزوج الذي تورّط بأوهامه فترة من الزمن، سخّر ذكاءه - الذي عرف به - لتخريب المطعم، كأن تتعطّل الأجهزة فجأة، أو تتفجّر أنابيب المياه، أو حين يكتشف زوار المطعم أشرطة تسجيل، وزعت في أماكن خاصة لالتقاط ما يدور من أحاديث حين يغيب .‏

    أرهقها التعب والتفكير آنذاك. حدث هذا قبل الطلاق. كانت تشعر بالإهانة والذل، وكانت عاجزة عن ردّ ما ألحق بها، وكانت ضعيفة باستمرار، واهنة، تذكر جيداً جابي المياه، الذي يشبه أباها، وقد أتى ذات صباح، يحمل رقماً مخيفاً، وعليها تسديده خلال أيام . كانت جمانا تستمع إلى الحوار، وتدرك أن من المستحيل تأمينه، طالبته بالتريّث، اعتذر بأدب، فالموضوع لا يتعلّق به، وكانت هند خلال ذلك تستعيد تفاصيل المرض عند أبيها. والعمل الجراحي الذي أعاق عنده الصوت. إنه في عمر أبيها حين رحل. يشبهه بصوته، وبطريقته في الحديث، تراكمت الأحزان عندها، والشعور بالعجز أمام المبلغ المطلوب. أجهشت بالبكاء، وهي تلعن اليوم الذي وطأت قدمها هذه البلاد، شتمت جميع من تعرفهم، أو لها صلة معهم، وكانت تنعت زوجها بالشتائم، وكانت جمانا في ذهول، فقد انهارت هند في الأخير، بينما غادر الرجل الذي رطّب خاطرها وكان في عينيه دمعة .‏

    ما حدث تلك الفترة، وقبل أن تسدّد فاتورة المياه، أن المالك الحقيقي للمطعم والأرض المحيطة به، أراد استرداد العقار، لتوسيع أعماله في المنطقة، وبات الأمل محصوراً في المردود الذي ستحصل عليه لقاء التنازل عن المطعم، غير أن الفكرة بقيت مؤجّلة إلى ما بعد وقوع الطلاق .‏

    سحبها صوت من الذكرى. كان (هانك) الذي يساعدها في أوقات فراغه. أشارت بأنها آتية، ونهضت .‏

    نظرت فيما حولها. كم اختلف الحال بين الأمس واليوم؟ مسحت المكان بعينيها، ربما للمرة المائة، أرض واسعة، نصفها إسفلتي يستعمل كاراجاً، ونصفها الآخر حديقة جميلة، وفي وسط المكان بناء جميل، جهّز قسم منه ليكون بيتاً صغيراً ، إنه البيت الذي تعيش فيه هند، والقسم الأكبر هيّء ليكون مطعماً يؤمّه أهالي المنطقة، وتطلّ واجهته الرئيسية على الشارع العام.‏

    قطعت أرض الحديقة . دارت بضعة أمتار . أصبحت أمام مدخل المطعم . على يسار المدخل مباشرة، غرفة المكتب المجهّزة بتلفاز وكومبيوتر، ويمتد إلى اليمين بار مرتب وجميل، تقابله مساحة وزّعت فيها المناضد، ويتفرّع عنها المطبخ والمنتفعات، ويطل المطبخ على الحديقة التي تجاور البيت .‏

    طالعتها تينا بوجهها الموحي بالثقة. أشارت إلى أن هناك من ينتظرها، وعادت تمارس عملها، وتؤمن طلبات زوّار البار. بدت طويلة بحركة ذراعيها، وكأنها سترقص مباشرة. تمايلت. كانت ترتدي جينزاً قصيراً، وحمّالة فوق الصدر المنتفخ. تعقص شعرها المصبوغ إلى الوراء، ثم ترخيه ثانية. لها أظافر طويلة ملوّنة بالأزرق والأخضر والأسود، حسب ما يليق بثيابها.‏

    إنه الزنجي (كولمان). جاء يعبّر عن فرحته بافتتاح المطعم. رحّبت بسعادة، وسألت :‏

    - ما أخبارك ؟‏

    - لا شيء الآن .. لدي متّسع من الوقت للانتخابات .‏

    - أعرف أنك لن تتخاذل يا حضرة السيناتور .‏

    - انتبهي للكلمة يا هند .. لم أحصل عليها بعد !‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 5:20 am